کد مطلب:90510 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:401

خطبة له علیه السلام (23)-لمّا ذکرت الخلافة عنده و تقدّم من ت















فتنفّس علیه السّلام الصعداء ثم قال:

أَمَا، وَ اللَّهِ، لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابْنُ أَبی قُحَافَةَ[1]، وَ إِنَّهُ لَیَعْلَمُ أَنَّ مَحَلّی مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحی، یَنْحَدِرُ عَنِّی السَّیْلُ، وَ لا یَرْقی إِلَیَّ الطَّیْرُ.

فَسَدَلْتُ[2] دُونَهَا ثَوْباً، وَ طَوَیْتُ عَنْهَا كَشْحاً.

وَ طَفِقْتُ بُرْهَةً[3] أَرْتَئی بَیْنَ أَنْ أَصُولَ بِیَدٍ جَذَّاءَ، أَوْ أَصْبِرَ عَلی طَخْیَةٍ عَمْیَاءَ، یَهْرَمُ فیهَا الْكَبیرُ، وَ یَشیبُ فیهَا الصَّغیرُ، وَ یَكْدَحُ[4] فیهَا مُؤْمِنٌ حَتَّی یَلْقَی اللَّهَ[5] رَبَّهُ؟.

فَرَأَیْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلی هاتَا أَحْجی، فَصَبَرْتُ وَ فِی الْعَیْنِ قَذیً، وَ فِی الْحَلْقِ شَجاً، لَمَّا[6] أَری

[صفحه 307]

تُرَاثی[7] نَهْباً.

حَتَّی مَضَی الأَوَّلُ لِسَبیلِهِ فَأَدْلی بِهَا إِلی فُلانٍ[8] بَعْدَهُ.

ثم تمثّل علیه السلام بقول الأعشی:


شَتَّانَ مَا یَوْمی عَلی كُورِهَا
وَ یَوْمُ حَیَّانَ أَخی جَابِرِ


فَیَا عَجَباً، بَیْنَا هُوَ یَسْتَقیلُهَا فی حَیَاتِهِ، إِذْ عَقَدَهَا[9] لآخَرَ[10] بَعْدَ وَفَاتِهِ.

لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَیْهَا.

فَصَیَّرَهَا، وَ اللَّهِ[11]، فی حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ، یَغْلُظُ كَلْمُهَا[12]، وَ یَخْشُنُ مَسُّهَا، وَ یَكْثُرُ الْعِثَارُ فیهَا،

وَ یَقِلُّ[13] الاِعْتِذَارُ مِنْهَا.

فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ، إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ[14]، وَ إِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ[15].

فَمُنِیَ النَّاسُ فیهَا، لَعَمْرُ اللَّهِ، بِخَبْطٍ وَ شِمَاسٍ، وَ تَلَوُّنٍ[16] وَ اعْتِرَاضٍ[17].

فَصَبَرْتُ عَلی طُولِ الْمُدَّةِ، وَ شِدَّةِ الْمِحْنَةِ.

حَتَّی إِذَا مَضی لِسَبیلِهِ جَعَلَهَا شُوری[18] فی جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنّی أَحَدُهُمْ.

فَیَا للَّهِ لَهُمْ[19] وَ لِلشُّوری، مَتَی اعْتَرَضَ الرَّیْبُ فِیَّ مَعَ الأَوَّلِ[20] مِنْهُمْ حَتَّی صِرْتُ الآنَ[21]

[صفحه 308]

أُقْرَنُ إِلی هذِهِ النَّظَائِرِ.

لكِنّی أَسْفَفْتُ مَعَ الْقَوْمِ[22] إِذْ أَسَفُّوا، وَ طِرْتُ مَعَهُمْ[23] إِذْ طَارُوا.

فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ[24]، وَ مَالَ الآخَرُ لِصِهْرِهِ، مَعَ هَنٍ وَ هَنٍ[25].

إِلی أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَیْهِ[26]، بَیْنَ نَثْیلِهِ وَ مُعْتَلَفِهِ، وَ قَامَ مَعَهُ بَنُو أَبیهِ[27] یَخْضَمُونَ[28] مَالَ اللَّهِ تَعَالی خَضْمَ[29] الإِبِلِ نَبْتَةَ الرَّبیعِ.

إِلی أَنِ انْتَكَثَ عَلَیْهِ فَتْلُهُ، وَ أَجْهَزَ عَلَیْهِ عَمَلُهُ، وَ كَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ[30].

فَمَا رَاعَنی إِلاَّ وَ النَّاسُ إِرْسَالاً[31] إِلَیَّ كَعُرْفِ الضَّبُعِ[32]، یَنْثَالُونَ عَلَیَّ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ [ وَ ] جَانِبٍ یَسْأَلُونِیَ الْبَیْعَةَ[33].

حَتَّی لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانُ، وَ شُقَّ عِطْفَایَ[34].

مُجْتَمِعینَ حَوْلی كَرَبیضَةِ الْغَنَمِ.

فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ، وَ مَرَقَتْ أُخْری، وَ فَسَقَتْ شِرْذِمَةٌ[35]، وَ قَسَطَ آخَرُونَ.

[صفحه 309]

كَأَنَّهُمْ لَمْ یَسْمَعُوا اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی یَقُولُ[36]: تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذینَ لا یُریدُونَ عُلُوّاً فِی الأَرْضِ وَ لا فَسَاداً وَ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقینَ[37].

بَلی، وَ اللَّهِ، لَقَدْ سَمِعُوهَا، وَ وَعَوْهَا، وَ لكِنَّهُمْ حَلِیَتِ[38] الدُّنْیَا فی أَعْیُنِهِمْ، وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا،

وَ أَعْجَبَهُمْ رَوْنَقُهَا[39].

أَمَا وَ الَّذی فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ، لَوْ لا حُضُورُ الْحَاضِرِ، وَ قِیَامُ[40] الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ،

وَ مَا أَخَذَ اللَّهُ تَعَالی عَلَی الْعُلَمَاءِ[41] أَنْ لا یُقَارُّوا عَلی كِظَّةِ ظَالِمٍ، وَ لا سَغَبِ مَظْلُومٍ، لأَلْقَیْتُ حَبْلَهَا عَلی غَارِبِهَا، وَ لَسَقَیْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا، وَ لأَلْفَیْتُمْ دُنْیَاكُمْ هذِهِ أَزْهَدَ[42] عِنْدی مِنْ عَفْطَةِ[43] عَنْزِ.

فلمّا وصل علیه السلام إلی هذا الموضع من مقاله قام إلیه رجل من أهل السواد فناوله كتابا، فقطع علیه السلام كلامه و أقبل ینظر فیه.

فلما فرغ من قراءته قال له ابن عباس رحمه اللّه: یا أمیر المؤمنین، لو اطّردت مقالتك من حیث أفضیت.

فقال علیه السلام:

هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ[44]، یَا ابْنَ عبّاسٍ، تِلْكَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ.

قال ابن عباس: فو اللّه ما أسفت علی كلام قطّ كأسفی علی ذلك الكلام، أن لا یكون أمیر المؤمنین علیه السلام بلغ منه حیث أراد.

[صفحه 310]


صفحه 307، 308، 309، 310.








    1. فلان. ورد فی نسخة العام 400 ص 16. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 16. و نسخة الأسترابادی ص 11. و نسخة العطاردی ص 15. و ورد أخوتیم فی علل الشرائع ص 150. و هامش تذكرة الخواص ص 117 عن نسخة. و بحار الأنوار ( مجلد قدیم ) ص 154. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 85. و نهج السعادة ج 2 ص 499. و نهج البلاغة الثانی ص 86.
    2. و لكنّی سدلت. ورد فی أمالی الطوسی ص 382. و الإرشاد ص 152. و تذكرة الخواص ص 117.
    3. ورد فی أمالی الطوسی ص 382.
    4. یدرج. ورد فی
    5. ورد فی مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 85. و نهج البلاغة الثانی للحائری ص 86.
    6. ورد فی
    7. تراث محمّد. ورد فی أمالی الطوسی ص 382.
    8. أخی عدیّ. ورد فی نثر الدرّ ج 1 ص 275. و علل الشرائع ص 151. و بحار الأنوار ( مجلد قدیم ) ص 154. و مستدرك كاشف الغطاء ص 85. و نهج السعادة ج 2 ص 502. و نهج البلاغة الثانی ص 86.
    9. عهد بها. ورد فی أمالی الطوسی ص 382.
    10. لعمر. ورد فی أمالی الطوسی ص 383. و الاحتجاج ج 1 ص 192. و ورد الثّانی فی تذكرة الخواص ص 118.
    11. ورد فی أمالی الطوسی ص 382. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 85. و نهج البلاغة الثانی ص 86.
    12. كلامها. ورد فی نسخة عبده ص 87.
    13. ورد فی تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزی ص 118.
    14. حرن. ورد فی علل الشرائع ص 151. و البحار ( مجلد قدیم ) ص 154. و نهج السعادة ج 2 ص 503.
    15. عسفت. ورد فی الإرشاد للمفید ص 153. و أمالی الطوسی ص 383.
    16. بتلوّم. ورد فی نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 275.
    17. اعتراص. ورد فی تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزی ص 118.
    18. ورد فی الإرشاد ص 153. و ورد شوری بین ستّة. فی تذكرة الخواص ص 118. و أمالی الطوسی ص 383.
    19. ورد فی مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 85.
    20. الأوّلین. ورد فی الإرشاد للمفید ص 153. و أمالی الطوسی ص 382.
    21. ورد فی المصدرین السابقین.
    22. ورد فی أمالی الطوسی ص 383.
    23. ورد فی تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزی ص 118.
    24. لضلعه. ورد فی
    25. هنیّ. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 504.
    26. حضنه. ورد فی
    27. بنو أمیّة. ورد فی تذكرة الخواص ص 118. و المناقب لابن الجوزی ص. و فی نهج السعادة ج 2 ص 506.
    28. یختضمون. ورد فی المناقب لابن الجوزی ص.
    29. خضمة. ورد فی متن شرح ابن میثم ج 1 ص 250. و متن شرح ابن أبی الحدید ( طبعة دار الأندلس ) ج 1 ص 66. و نسخة عبده ص 89. و متن مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 306.
    30. مطیّته. ورد فی علل الشرائع ص 151. و تذكرة الخواص ص 118. و نهج السعادة ج 2 ص 507. و ورد انكبّ به بطنه فی مناقب آل أبی طالب لابن شهر اشوب ج 2 ص 233.
    31. ورد فی تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزی ص 118. و ورد إلیّ سراعا فی نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 275.
    32. الفرس. ورد فی تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزی ص 118.
    33. ورد فی تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزی ص 118.
    34. عطافی. ورد فی نسخة ابن أبی المحاسن ص 17. و نسخة العطاردی ص 16.
    35. ورد فی تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزی ص 118.
    36. لم یسمعوا كلام اللّه تبارك و تعالی حیث یقول. ورد فی نسخة عبده ص 89. و متن مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 306.
    37. القصص، 83.
    38. جلیت. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 10.
    39. ورد فی تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزی ص 118.
    40. لزوم. ورد فی الإرشاد للمفید ص 153.
    41. أولیاء الأمر. ورد فی الإرشاد للمفید ص 153. و أمالی الطوسی ص 383. و الاحتجاج للطبرسی ج 1 ص 194.
    42. أهون. ورد فی هامش نسخة الأسترابادی ص 14.
    43. عطفة. ورد فی نسخة ابن أبی المحاسن ص 18. و نسخة نصیری ص 7.
    44. ورد فی علل الشرائع للصدوق ص 151. و الإرشاد للمفید ص 153. و الاحتجاج ج 1 ص 193. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 154.